Faculty of Literature & Humanities

إن الجامعة العالمية لهي مؤسسة رائدة في إطار الدراسات على كافة الصعد الأدبي منها والعلمي، وانطلاقاً من هذا الواقع عاهدنا المجتمع أن نلتزم تقديم الأفضل والتخطيط لما هو أبعد من الغد وإن كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة وإن كانت تمارس النشاط منذ نحو عقدين إلا أننا لا ننفك نبحث عن المزيد ونترصد المعرفة ونتتبعها ولا نمل من الاستزادة من معين العلم الذي لا ينضب.
وإني باسم كل الفريق العامل في الكلية – وهم مجموعة من المحترفين أعتز بكوني على رأسهم – أعرب عن مدى تمسكنا بالمنهج العلمي وتطويره سعياً للأفضل وحرصاً على إيصال ما ورثناه من إرث ثمين إلى من هم بعدنا وما ذاك إلا عرفاناً بالجميل لمن سبقونا وأورثونا. وإني إذ أرى أن العلم في أيامنا هذه يحتاج الى كل أسباب الدعم، لأحمد الله أن بلغنا ما نحن عليه اليوم من أسس بنينا عليها هذا البنيان ودعائم رفعنا عليها صرح الآداب والعلوم الإنسانية ومداميك بأرض لا تميد بنا بإذن الله رب العالمين
إن هذه الكلية توفر اختصاصات هي في صلب حاجة المجتمع فمن اللغات، الى الترجمة، مروراً بالتربية والتعليم ومختلف العلوم الإنسانية، كلها اختصاصات تضخ في المجتمع صنوف المعرفة وتفتح أبواب العلم على مصراعيها، فهي حاجة أكثر من كونها ثقافة وهي ضرورة أكثر من كونها تقدم.
وإلى كل المتلهفين للعلم والتواقين للمعرفة أقول: نحن في خدمة العلم ما حيينا ولن نوفر جهداً في سبيل تطوير المجتمع وإنقاذه مما يفتك به، كيف لا وهذا الهدف في رأس أولوياتنا ولا شيء أشد فتكاً بالمجتمعات من الجهل وإن رسالتنا لا تتوقف عند حدود الدفاع عن مجتمعاتنا بل نذهب في طموحنا الى ما هو أبعد من ذلك، نسعى لأن نأخذ بأيدي الأجيال فنُحَلّق بهم فوق غمام الثقافة حيث يمارسون العلم ممارسة تتيح لهم بصدق نقل ما أخذوه من معرفة إلى كل أفراد المجتمع ولا نخص منهم من كان في جامعة أو مدرسة بل كل شرائح المجتمع معنية بتلقي العلم من أفواه أصحابه، ذاك أن اعتقادنا أن الفرد أساس المجتمع وسلامة المجتمع من الجهل إنما تبدأ بسلامة الفرد
وأختم بأبيات لأبي الأسود الدؤلي يمتدح فيها العلم وأهله فيقول:
العِلمُ زَينٌ وتَشريفٌ لصاحبهِ ***** فَاطْلُبْ هُديتَ فُنونَ العِلْمِ وَالأَدَبا
العِلمُ كَنزٌ وَذُخْرٌ لا نَفادَ لهُ ***** نِعْمَ القَرينُ إذا ما صَاحِبٌ صَحِبا
قَدْ يَجْمَعُ المَرءُ مالاً ثُمَّ يُحْرَمُهُ ***** عَمّا قَليلٍ فَيَلْقى الذُّلَّ وَالحربا
وجامِعُ العِلْمِ مَغْبوطٌ بِهِ أبَداً ***** ولا يُحاذِرُ مِنْهُ الفَوْتُ والسّلَبا
يا جامِعَ العِلْمِ نِعْمَ الذُّخْر تَجْمَعُهُ ***** لا تَعْدِلَّنَّ بِهِ دُرّاً ولا ذَهَبا

عميد الكلية